الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ماهـي أضعـف الوزارات أداء في حكـومة الصيـد..وكـــيـف يتـم الإعداد للتحوير؟

نشر في  24 جوان 2015  (11:10)

كثر الحديث هذه الأيام عن إجراء تحوير وزاري مرتقب لحكومة الحبيب الصيد خاصة في ظلّ ما أظهرته بعض الوزارات من ضعف فادح في الأداء وتشتت في التخطيط والبرمجة وسط احتقان اجتماعي تشهده البلاد منذ فترة...
وفي هذا الإطار ارتأت أخبار الجمهورية الاتصال ببعض الوجوه المختصة في التحليل السياسي قصد استقراء موقفها من مسألة التحوير الوزاري ومعرفة وجهة نظرها بخصوص الوزارات التي من المحبّذ شملها بـ«غيث» التحوير فكان الآتي..

جمال العرفاوي: لا مجال للمحاصصة الحزبية

في البداية أفاد الاعلامي والمحلل السياسي جمال العرفاوي أنّ مسألة التحوير الوزاري هي تخمينات ستجرّ تونس إلى الوراء وستعيدنا إلى الدائرة الأولى من التقاسم والتجاذبات الحزبية التي شهدناها قبل تشكيل حكومة الحبيب الصيد والنزاعات السياسية التي رافقتها. واعتبر أن التحوير الوزاري إذا حدث ستكون له انعكاسات سلبية على المسار الحكومي وسيعود بنا لنفس المأزق الذي عايشناه سابقا.
وفي معرض حديثه شدّد العرفاوي على أهمية الدفع نحو «تسطير» السياسة العامة للوزارات وكذلك إعادة مراجعة السياسة الخارجية التونسية التي يجب أن تعود إلى تقاليد الدبلوماسية الدولية ناهيك عن عدم التدخل في السياسات الداخلية للدول وضرورة فرض السيادة الوطنية وعدم ترك المجال للمسّ منها.
وأكد العرفاوي أنّ توضيح السياسات وتغيير الممارسات هو أهم من التفكير في تحوير وزاري جديد نحن في غنى عن انعكاساته في هذا الوقت الراهن خاصة والبلاد على أبواب مشاريع قوانين جديدة وهامة في شهر سبتمبر القادم فلا مجال ولا وقت للمحاصصة الحزبية والتجاذبات..

جوهر بن مبارك: تغيير وزارات التربية والخارجية والرياضة «واجب»

أكد لنا الناشط السياسي والمنسق العام لشبكة دستورنا جوهر بن مبارك أنّ جميع وزارات الحكومة الجديدة تعاني من مآزق كبيرة ولعلّ من أبرزها وزارة التربية التي أصبحت تعيش على وقع وضع اجتماعي محتقن قابل للانفجار، حيث اعتبر أن وزير التربية ناجي جلول لم يستطع التحكم في الأمور ولم يتمكن من إدارة الأزمة ومعالجتها والخروج منها بأخف الأضرار لذلك احتدت وتعقدت إلى أقصاها إلى درجة بلغت تهديد السنة الدراسية واتخاذ قرارات اعتباطية كقرار الارتقاء الآلي لجميع التلاميذ دون إجراء الامتحانات.
ومن ناحية أخرى، تطرق محدثنا أيضا الى وزارة الخارجية التي اعتبر أنها من بين الوزارات التي تحتاج إلى مراجعة كبيرة وخاصة من منظور إعادة ضبط السياسات الخارجية وكذلك العلاقة بينها وبين رئاسة الجمهورية في ما يخص الملف السوري والزيارات الرئاسية الأخيرة.
كما اعتبر جوهر بن مبارك أنّ وزارة الرياضة هي الأخرى تستحق أن يشملها هذا التحوير الوزاري المرتقب وذلك لتداخل مصالحها وهو ما أدى إلى فقدان عامل الثقة للإطار المشرف على ميدان الرياضة. كما أشار إلى انّ أزمة الرياضة في تونس بدأت في الاستفحال تدريجيا..
وأكد بن مبارك ضرورة تغيير هذه الوزارات المذكورة من ناحية ومن ناحية أخرى الدفع نحو تغيير سياسات كل الوزارات دون استثناء وذلك لأنها من وجهة نظره لم ترتق إلى القيام بتغييرات جدية وملموسة. واعتبر أنّ الحكومة التونسية مازالت في فترة الإدارة ولم تمرّ منها بعد إلى ممارسة الحكم قائلا انّها لا تحكم وغير قادرة على الحكم أصلا فلم تشرع في القيام بقرارات حازمة ناهيك عن المشاكل التي تعاني منها سواء على المستوى المحلي أو الجهوي..
وختم جوهر بن مبارك قائلا انّ مراجعة الممارسات والسياسات للوزارات أهم بكثير من مراجعة الأسماء وتغييرها..    

صلاح الدين الجورشي: المناخ غير ملائم لإجراء التحوير

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أنه لا يمكن القول ان المناخ اليوم أصبح كافيا وملائما لإجراء هذا التعديل الوزاري وذلك لأن الفترة ليست كافية لتقييم أداء أعضاء الحكومة.
من ناحية أخرى اعتبر الجورشي أن مسألة التحوير الوزاري كانت متأكدة خاصة وأن رئيس الحكومة قد عبّر مرارا عن رضائه على أداء معظم الوزراء لكنه أشار كذلك إلى ضعف بعض الوزارات مقارنة بنظيراتها وبالتالي فالصيد أقرّ ضمنيا بفشل بعض الوزراء في أدائهم الحكومي.
كما أشار إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في ضعف أداء بعض الوزراء بل في وجود فجوة بين ما تنجزه الحكومة وبين ما يريده الرأي العام ولذلك فإن التحوير الوزاري لوحده ـ حتى وإن كان جزئيا ـ لن يكون كافيا لتفعيل دور الحكومة.
وشدد محدثنا على أن المرحلة القادمة تستوجب من الحكومة توخي أمرين أساسيين وهما:
أولا: توفير الفرصة للتونسيين لكي يدركوا ما هي المهام الرئيسية والأهداف التي ستسعى الحكومة إلى تحقيقها خلال الفترة القادمة خاصة في توضيح السياسات القادمة بشكل يختزل فيه مشاريع وإنجازات محددة.
ثانيا: ضرورة توصّل الحكومة إلى سياسة إعلامية توفر لها فرصة التواصل مع المواطن التونسي وإجابته على جميع تساؤلاته..

منارة تليجاني